أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد حمدان - حوار أملاه الحاضر 5 الشريعة وتطبيق الحدود ....الخمر















المزيد.....


حوار أملاه الحاضر 5 الشريعة وتطبيق الحدود ....الخمر


عبد المجيد حمدان

الحوار المتمدن-العدد: 3861 - 2012 / 9 / 25 - 23:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



سألت محاوري : هل تعتقد بجدية مطالبة بعض تيارات الإسلام السياسي بتطبيق الحدود ، وكما وردت في الشريعة ؟ قال : كما تعرف وردت الحدود ، والتي هي عقوبات مقررة لأجل حق الله ، بنص قرآني واضح :{ تلك حدود الله فلا تقربوها } الآية 187 من سورة البقرة . وعليه فلا يمكن لمسلم أن لا يقر بوجوب تطبيق هذه الحدود . ولأن تطبيقها غير قائم منذ زمن ، يكون أمرا طبيعيا أن تدعو تيارات دينية بالعودة لتطبيقها . وأضاف : وأنا شخصيا لا أعتقد بوجود مشكلة ، عند أي مسلم ، باستعادة تطبيقها . وأظن أن من يرفعون شعار العودة لتطبيقها ، هم جادون تماما ، ومحقون تماما في هذه الدعوة ، إذ أن إهمال تطبيق حدود الله كان أحد أسباب ما آل إليه حالنا من فساد وتراجع . قلت : لا أريد أن أجادلك في أن الآية المذكورة ، لو قرأتها بتمامها ، عرضت بوضوح حدود الله ، التي تطالب بعدم الاقتراب منها ، وهي غير الحدود التي يتحدث عنها المطالبون بالتطبيق . ولمساعدة القارئ دعنا نضعها أمامه . تنص الآية : { أُحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون }. ولا أريد جدالك في أن إخراج جزء من سياق الآية ، كما يحدث دائما ، يعطي نتيجة مخالفة . وأيضا لا أريد جدالك ، في أن كم ونوع الجرائم والجنح والمخالفات الآن فاق كثيرا ، وكثيرا جدا تلك الواردة في القرآن ، والتي تتحدث عنها السنة ، وأن القوانين الوضعية هي ما يغطيها . كما تنشأ جرائم وجنح ومخالفات جديدة ، تحتاج لقوانين ، وعقوبات ، تغطيها . أريد أن أتوقف ، وأن أسألك ، عند مسألة واحدة : هل الحدود التي نص عليها القرآن ، هي في الحقيقة حدود أوجدها الناس ، أحدثها وسنها الوعي المجتمعي الإنساني ، البشري ، وارتضاها الله لهم ، أم العكس هو ما حدث ؟ قال : ماذا تعني بقولك ؟ قلت : لا أظنك تحتاج تفسيرا للشطر الأول من السؤال ، فهو تكرار لأسئلة طرحناها في الحلقات السابقة . ورغم أننا فعلنا نفس الشيء مع شطره الثاني ، إلا أن توضيحا جديدا له غير ضار ، وحتى قد يكون مفيدا . لذلك أسأل : هل الحدود التي تتحدث عنها الشريعة ، مستمدة من نصوص قرآنية ، قرر الله فرضها على الناس ، من دون مساهمتهم أو علمهم ، وما عليهم سوى الالتزام بتطبيقها ، من لحظة نزولها ، وإلى أبد الدهر ، وأن في هذا الالتزام بتطبيقها ضمان شفاء المجتمعات من أمراضها ، وعلاج فسادها ، أم أن الأمر على غير ذلك ؟ قال : كيف يكون على غير ذلك ؟ فالله العليم بكل شيء ، يكفل لنا الخير ، ويكفل وقايتنا من الوقوع في براثن الشر ، هو من سن هذه التشريعات . وما علينا ، إن كنا مسلمين حقا ، سوى الالتزام والتقيد بتنفيذها وتطبيقها .
شرب الخمر :
قلت لمحدثي : حسب تقديرك ، هل كان مجتمع قريش خاصة ، ومجتمع الحجاز ، وأشدد : مجتمع الحجاز ، عامة ، يعيش بلا قواعد ناظمة للعلاقات بين أفراده ؟ وهل لم يُصنِّف ذلك المجتمع أشكال الخروج على تلك القواعد ؟ وألم يسن شرائع ، وإن ظلت غير مكتوبة ، ويضع عقوبات ملائمة لنوع كل خروج على تلك القواعد المتفق عليها ؟ وألم يسمها بالحدود ؟ وألم يفرض ، وامتلك سلطة ، تطبيق تلك الحدود ؟ قال : ما الذي تسعى لقوله ؟ أنا أعود وأكرر أن الحدود الواردة في القرآن هي من عند الله ، هي حدود الله ، فرض على الناس الالتزام بتطبيقها ، لأن في تطبيقها خيرهم وصلاحهم ، وضمان خروجهم مما كانوا فيه من غي وفساد وجهالة . بها ضمان صلاح دنياهم ، وضمان حسن مآلهم ، أو ضمان آخرتهم . قلت : ولكن قراءة متمعنة ، ورابطة ، للنصوص القرآنية ، وللسنة النبوية ، تقول غير ذلك . صرخ قائلا : ما هذا اللغو والافتراء على الله . قلت : بدون عصبية ، تعال نبدأ معا محاولة لقراءة أسهل وأبسط هذه الحدود ، أعني حد شرب الخمر . نقرأ معا النصوص الواردة في الخمر ، ومن ثم نحاول أن نستقرئ العلاقة بين المجتمعي الإنساني والرباني فيها . وبداية أقول : في محاولتنا الوصول إلى فهم مقبول ، لا بد من الرجوع إلى نصوص الكتب المقدسة للأديان السماوية الأخرى ، اليهودية والمسيحية . وأظن أن العهد القديم ، من الكتاب المقدس – التوراة – أكثر من كاف لهذه القراءة .
تذكرة :
لكن قبل ذلك دعنا ، نحاول معا ، استعادة شيء من ذكرى الماضي . فالناس يا عزيزي ، وكما يوهمهم الوعاظ ، يتصورون أن أحوال البشرية كلها ، وقت نزول القرآن ، كانت مشابهة لما هي عليه الآن . ومع أن الناس قرأوا ، على الأقل في مناهجهم المدرسية ، أن البشرية ، في تلك العهود ، كانت منقسمة بين المجتمعات الزراعية ، المستقرة ، الثابتة ، وبالتالي التي عرفت شيئا من المدنية ، أي متحضرة ، وبين الرعوية ، المتحركة وراء الماء والكلأ ، ومن ثم بقيت على بدائيتها بعيدة عن الحضارة ، لا تتعامل معها ، إلا عبر التبادل مع منتجاتها . وفيما يتعلق بالخمر ، موضوع حوارنا ، فقد ظل انتاجها ، ومن ثم استهلاكها ، مقصورا على المجتمعات الزراعية ، وبديهي مجتمعات مراكز التجارة ، الحضرية . فالخمر منتجة من أنواع عدة من الفواكه والحبوب ، غير المتواجدة في المناطق البدوية . وهي ، الخمر ، إلى جانب ذلك تحتاج لإنتاجها ، إلى خبرة ومعالجة وصبر مجتمعات مستقرة . ولأنها لا تدخل ضمن قائمة الاحتياجات الأساسية للعيش ، ولأن السلع التبادلية في المجتمعات الرعوية محدودة ، يمكن القول بأن الخمر لم تعرف طريقها إلى تلك المجتمعات . وشاهدنا القريب أن مجتمعات البلدان التي عرفنا عليها عصر الاكتشافات الجغرافية ، الأمريكتين ، جنوب الصحراء الإفريقية ، أستراليا ، ومجتمعات آلاف الجزر المتناثرة في المحيطات ، لم تكن لها أدنى معرفة بالخمور واستهلاكها . ومعروف أن طريق هذه المعرفة دشنها لتلك المجتمعات ، المستكشف الأبيض ، وغالبا لتسهيل سيطرته ونهبه لمقدراتها .
وإذا ما عدنا للحجاز ، مسقط رأس الدعوة الإسلامية ، بالأغلبية الرعوية لقبائله ، فقد نستطيع الجزم بأن أكثرية سكانه لم تعرف الخمر شكلا أو تعاطيا . وكما نعرف كانت مراكز الحجاز الحضرية محدودة ، ومنها مكة ويثرب – المدينة – والطائف ، وحيث تختلط فيها المدنية بالبداوة . ولأن أنواع فواكهها محدودة ، النخيل والأعناب ، كما يشير النص القرآني ، كانت أنواع خمورها محدودة ، وتعاطيها ، بداهة ، محدود أيضا. وقلت لمحدثي : أنت لا شك تتذكر أن دعاة كثرا قبل الإسلام – من الأحناف – دعوا الناس لعدم شرب الخمر ، معددين لهم مضارها . ومن هؤلاء ، على سبيل التذكرة ، زيد بن عمرو بن نفيل ، والد سعيد بن زيد ، أحد المبشرين بالجنة ، وعم عمر بن الخطاب . ومنهم الشاعر أمية بن أبي الصلت ، أحد من ظهرت عليهم إمارات النبوة قبل الإسلام وعثمان بن الحويرث وغيرهم كثير . ولكل ذلك نلاحظ أن عددا من أهل مكة ، مثل أبي بكر مثلا ، لم يتذوقوا الخمر ، ولو لمرة واحدة في حياتهم . كما لم يتذوقها النبي ، لا في صباه ولا في شبابه ولا بعد زواجه ، رغم أنها لم تكن محرمة في الأديان السماوية السابقة ، وحيث أتباعها متواجدون في مكة نفسها . وأكثر من ذلك لم يعرف عن أن الخمر كانت من مستلزمات بيت خديجة ، رغم كونها نصرانية – مسيحية - ومن أكبر تجار مكة ، لا قبل زواجها من النبي ولا بعده . خلاصة القول أن جزءا محدودا من البشرية ، وليس كلها ، كما توحي عظات الوعاظ ، كان على معرفة بهذا المنتج واستهلاكه . قال محدثي : رغم ضعف اطلاعي ، ومن ثم عدم معرفتي الأكيدة ، بكل ما أسلفت ، إلا أنني لا أملك غير الموافقة عليه . قلت لننتقل إذن ، ونحاول الدخول لصلب الموضوع .
الخمر وآيات الله :
قلت لمحدثي : دعنا نتجاوز مسألة التدرج في تحريم شرب الخمر ، ونشير إلى أن التحريم نصت عليه الآيتان 90 و 91 ، من سورة المائدة ، وكما يلي : { يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون * إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون } . ودعنا أيضا نتجاوز مناسبة نزول الآيتين ، هذه المناسبة التي توضح لنا كيف يمكن للخمر أن يوقع العداوة والبغضاء بين المؤمنين ، وكيف يمكن أن يصدهم شرب الخمر عن الصلاة وعن ذكر الله . وأيضا دعنا لا نتوقف عند مسألتي الأنصاب والأزلام ، ببساطة لأنه لم يعد لهما وجود في حياتنا . وأظن أن كثيرين منا لا يعرفون شيئا لا عن الأنصاب ، ولا عن الأزلام . ما أراه هاما هو الوقوف على معنى الجملة ( رجس من عمل الشيطان ) . وأسألك كيف تكون الخمرة رجسا من عمل الشيطان ؟ وأنت لا شك تعرف معنى كلمة رجس . رجس في لسان العرب لابن منظور ، تعني الشيء القذر أو النجس ، فكيف تكون آية من آيات الله شيئا قذرا ونجسا ومن فعل الشيطان ؟
طار صواب محدثي من هذا السؤال . شحن رده ، بكل طاقته من السخرية والاستهزاء . قال : من أي بئر استخرجت هذا الافتراء ؟ نعم الخمرة نجاسة . وكل ما يلامسها يصبح نجسا . وشاربها نجس ولا سبيل إلى خلاص من نجاسته . ألا تعرف قول النبي صلى الله عليه وسلم أن شاربها ملعون وناقلها ملعون وحتى ناظرها ملعون ؟. فكيف بربك تكون آية من آيات الله ؟ قلت : ذلك ليس قولي ، بل هو ما قاله القرآن ؟ قال : أين قال ذلك ؟ قلت : في نص الآية 67 من سورة النحل ، وهي مكية كما تعرف . تقول الآية : { ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سَكَراً ورزقاً حسناً إن في ذلك لآية ً لقوم يعقلون } . وأضفت أترى يا صديقي كيف قدم الله صناعة الخمر من النخيل والأعناب على الرزق منها ، وجعل من هذه وتلك آية من آياته يتوقف عندها ويتدبر فيها كل ذي عقل ؟ وبالمناسبة تفسير سَكَر بالخمر المسكر ليس من عندي ، وإنما هو تفسير متفق عليه عند كل المفسرين بدءا بالجلالين فصاعدا .
القرآن المكي :
بدا للحظة كأنما أسقط في يد محدثي . لاذ إلى الصمت . قلت : وبمناسبة القرآن المكي – السور المكية – لا أظنك تجهل أن هذه كانت المرة الوحيدة التي جاء ذكر الخمر فيها . ولم يعرف عن النبي ، لا قبل بعثته ، ولا بعدها ، أنه جاهر بمعارضته للخمر ، أو على الأقل اقتدى بالأحناف ، مثل من مر ذكرهم ، ومثل عثمان بن مظعون ، وعثمان بن الحويرث ، وعبيد الله بن جحش ، ويقال أن جده عبد المطلب ، وعمه أبو طالب كانا منهم ، في دعاواهم للتوقف عن معاقرة الخمر . ومن يمعن النظر في أوضاع مجتمع مكة ، ودور التجارة المركزي في حياتهم ، يمكنه أن يتصور لماذا جاءت هذه الآية مشيرة لكون الخمر ، صناعتها ومعاقرتها ، آية من آيات الله ينظر فيها العاقلون .
واصل محدثي التزام الصمت ، شارد التفكير فيما طرحت ، كما بدا لي . واصلت قائلا : وتعرف يا صديقي أن تحريم شرب الخمر نزل في المدينة ، وبداية من السنة الثالثة للهجرة ، أي بعد أن تعزز وضع الدعوة ، وبدت ظواهر نجاحها وانتشارها في جزيرة العرب ، وجمع شتاتها –الجزيرة - في دولة واحدة ، واضحة للعيان . وكما سبق وأشرت لأسباب النزول ، وحسب نص الآية 91 السابقة ، شكل استمرار معاقرة الخمر ، خطرا داهما على وحدة المسلمين ، ومن ثم على قدرتهم على مواجهة أعدائهم ، وتحقيق أهداف دعوتهم ، ومنها توحيد جزيرة العرب ، ولأول مرة في تاريخها في دولة واحدة . لكن ما لم أستطع فهمه هو ذلك التحول في وصف الخمر من آية من آيات الله ، يتوجب على العقلاء تدبرها ، إلى رجس ، قذارة ونجاسة ، من عمل الشيطان . رد محدثي : ها قد عدت إلى التشكيك من جديد . من حق الله وحده أن يغير ويبدل كما يشاء . ونحن نقف على آخر قول له . وآخر قول أن الخمر نجاسة وأن من يشربها يصبح نجسا . ولا توجد وسيلة ، إلا التوبة النصوح ، لتخليصه من هذه النجاسة .
الرسل والخمر :
قلت لمحدثي : بمناسبة الحديث عن التحريم والنجاسة ، لا أظنك تعرف أن أديانا كثيرة ، منها الهندوسية ، تحرم شرب الخمر . وهذا التحريم ، في تلك الديانات ، سبق الإسلام بقرون عديدة . وأضفت : استوقفني مرة ، وأنا أقرأ كتابا للمهاتما غاندي ، يشرح فيه نظريته الكفاحية " اللاعنف "، في مواجهة الاحتلال البريطاني للهند ، استوقفني اعترافه بارتكاب ثلاث خطايا ، أثناء دراسته القانون في بريطانيا ، بذل جهدا كبيرا للتكفير عنها . وكانت الخطايا : شرب كأس من النبيذ ، تدخين غليون تبغ ، وأكل قطعة من اللحم . وبمناسبة النجاسة ، كيف تفسر إذن أن كل الرسل ، كل الأنبياء ، قبل نبينا ، شربوا الخمر ، ولم يكن بالضرورة ذلك النوع المحدود ، الذي يصنع من التمر أومن العنب ، أو منهما معا ، والذي كان في جزيرة العرب ؟. قال : هذا افتراء جديد . فالأنبياء وقبلهم الرسل منزهون عن فعل الخطيئة ، وخطيئة شرب الخمر من بينها . وهذا التنزيه كرسه قرآننا الكريم ، كما كرسته السنة النبوية الشريفة . وعليه فأنا أجزم أن أيا من الرسل والأنبياء لم يعاقر الخمر . وقول غير ذلك هو افتراء عليهم ، كما هو افتراء على ديننا الحنيف وقرآننا الكريم . قلت : ولكن كتب الأديان السماوية المقدسة – التوراة والأناجيل – تقول غير ذلك . وقصة ولوحة العشاء الأخير للمسيح وحوارييه ، تؤكد أن الخمر ظلت طقسا أساسيا في حياتهم . قال : أظنك إلا وتعرف موقف الإسلام من هذه الكتب . نحن نعتقد أنها محرفة ، وبعض التحريف أنها احتوت إساءات بالغة للرسل والأنبياء ، وبما أسقط التنزيه عنهم ، هذه الصفة الأساسية للأنبياء والرسل . وبالتالي نحن كمسلمين لا نعتد بما جاء فيها ، خصوصا ما يتناول سيرة الرسل والأنبياء ، ويصورهم خاطئين ، مثلهم مثل سائر الناس . قلت : الموقف من الكتب المقدسة هو موقف المسلمين لا موقف الإسلام . وعلى كل أنا لا أريد أن أحاججك في هذا ، وأن أتحداك في أن تشير لآية واحدة ، أو لحديث صحيح مسند ، تؤكد ، أو يؤكد ، على القول بأن التوراة محرفة . الأهم أن الدينين السماويين ، والأوسع انتشارا ، والأكثر أتباعا من الإسلام ، يؤكدان أن الرسل والأنبياء كلهم ، عاقروا الخمر . ومع أن القرآن لا يحوي نصا صريحا بذلك ، لأنه تناول سيرة الرسل والأنبياء بإيجاز ، إلا أن تحريم القرآن للخمر، بالآية السالفة ، يؤكد صحة ما جاء في التوراة . وأضفت : يا أخي كانت الخمرة قبل هذا التحريم حلالا ، وكان أكثرية الصحابة ، وفي مقدمتهم المبشرون بالجنة يعاقرونها ، وبعضهم استشهدوا وبطونهم ملأى بها . ولعلك قرأت سيرة حمزة عم الرسول ، وسيرة عبد الله بن جحش وغيرهم . وأنت ولا شك لا تجهل جواب النبي على سؤال صحابته عن أولئك الذين استشهدوا ، وقد ارتووا قبل استشهادهم بها . كان جوابه أن الله لن يحاسبهم ، لأن التحريم نزل بعد استشهادهم . قال : نعم كل ذلك صحيح .
نوح ومصيبة الفلسطينيين :
قلت لنعد إذن لعلاقة الرسل والأنبياء بالخمر . وقبلها دعني أذكرك بالقصة المنسوبة للنبي أثناء عروجه إلى السماء . تقول القصة ، التي تعرفها أنت تماما ، أن جبريل قابله على باب السماء الأولى ، وهو يحمل كوبين ، في واحد منهما لبن ، وفي الثاني خمر . عرض الكوبين مخيرا إياه في شرب أحدها . اختار النبي كوب اللبن ، فأثنى جبريل على هذا الاختيار ، الذي جنب أمة محمد مهاوي ما تصنعه الخمر . وأذكرك أن هذه الواقعة ، بين قوسين ، حدثت قبل بدء التدرج في تحريم الخمر بسنوات طويلة . قال : نعم ذلك صحيح . قلت : لو افترضنا أن الواقعة صحيحة ، ولم يضعها الواضعون على لسان النبي ، فإنها تفرض على أي صاحب عقل أن يسأل : لماذا لم يبلغ النبي بتحريم الخمر في تلك الرحلة ، كما بلغ بتحديد الصلوات مثلا ؟ لماذا كان هذا الانتظار حتى الهجرة ، وحدوث مناسبات استولدت نزول آيات بالتحريم التدريجي كما أسلفنا ؟ وكيف كان يمكن أن يكون الحال لو أن النبي شرب من الكوب الثاني ، وهو يعلم أن الخمر غير محرمة ؟ قال : تلك مشيئة الله ، وهو لا يسأل لا عن مشيئته ، ولا عن كيفية تنفيذها . قلت : جوابك هذا يعيدنا إلى ما بدأنا به ، عن الرسل والأنبياء وعلاقتهم بالخمر .
وتابعت قائلا : أنت تعرف أن آدم هو الأب الأول للبشرية ، التي فنيت بالطوفان ، ولم ينج منها غير نوح وأبنائه الثلاثة وزوجاتهم . ولأنه من هؤلاء عاودت البشرية عملية حفظ نوعها وتواصل وجودها ، الأمر الذي يمكن القول معه أن نوحا هو الأب الثاني للبشرية بعد آدم . لنوح قصة في غاية الأهمية مع الخمر ، يمكن مطالعتها في التوراة ، الإصحاح التاسع من سفر التكوين . تقول القصة أن نوحا زرع كرما ، وصنع خمرا ، وشرب حتى سكر طينة – حسب تعبيرنا المحلي - . وبلغ في سكره أن تعرى وسقط داخل خيمته . دخل عليه الخيمة أصغر أبنائه ، حام ، ليفاجأ بحال أبيه هذا . شلته المفاجأة ، خصوصا وقد رأى عورة أبيه ، فلم يعرف ما يصنع . خرج متوجها لأخويه ، سام ويافث ، وقص عليهما ما حدث وشاهد . حملا رداء على كتفيهما ، ودخلا على أبيهما راجعين للخلف ، ولفاه بالرداء دون أن يشاهدا عورته . وعندما صحا قصا عليه ما حدث . فما كان منه إلا أن لعن كنعان ، ابن حام الذي لم يكن قد ولد بعد . وكنعان كما تعرف هو جدنا البعيد نحن الفلسطينيين . ولم يكتف بهذا اللعن ، بل فرض أن يكون كنعان ونسله عبيدا لسام ونسله . وكانت هذه اللعنة ، وفرض العبودية ، التي وافقه عليها الله ، دون أي سبب منطقي ، هي بداية رحلة الشقاء الممتد لشعبنا ، منذ الاجتياح الأول ، من بني إسرائيل ، لوطننا قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام ، وحتى يومنا هذا ، ولأمد غير معلوم في المستقبل . قال : في الحقيقة لا أعرف شيئا عن هذه الحكاية ، وعقلي لا يصدقها . قلت لأنك ، وغيرك ، أرحت نفسك ولم تقرأ التوراة ، بزعم أنها محرفة ، وبالتالي غير صحيحة . قال : هي بالفعل كذلك ، والمسلم محظور عليه قراءتها . قلت : تفعل ذلك رغم البلاء الذي يعيشه شعبنا ، استنادا إلى الادعاءات الواردة فيها . وقطعت عليه الكلام قائلا : لكن ذلك ليس موضوعنا الآن ، والذي سنعود له بتفصيل أكثر في حوار قادم . موضوعنا الآن سكر نوح . والسؤال هو : لماذا امتنع الله ، رغم الدلالة القاطعة لهذه الواقعة ، عن تحريم الخمر ؟ لماذا ظل يعتبر صنعها ، حتى الهجرة وتباشير ظهور دولة جزيرة العرب الموحدة ، آية من آياته التي يجب أن يعقلها أهل العقل من الناس ؟ لم يجب محدثي ، وقد بان عليه الارتباك ،. فتابعت .
لوط واستمرار نسله :
قلت لمحدثي : سأسوق لك حكاية ثانية ، وقائعها أكبر دلالة بكثير ، من تلك المناسبات التي أوجبت مسلسل التحريم التدريجي للخمر في القرآن . حكاية يمكن أن تطالعها ، إذا رغبت في الإصحاح التاسع عشر من سفر التكوين ، سالف الذكر . تقول الحكاية أن لوطا ، بعد الخسف الذي نزل بقومه ، ارتحل إلى الجبل ، ولم يكن معه غير ابنتيه . ابنتاه ، وقد رأتا زحف الشيخوخة على أبيهما ، ومن ثم احتمال انقطاع نسله ، مع هذه العزلة التي يعيشونها ، فكرتا في طريقة لتواصل هذا النسل . اتفقتا على أن تسقيا أبيهما خمرا – لا تقول الحكاية من أين حصلتا عليه في عزلتهم هذه عن سائر البشر – وأن تعاشراه . نفذتا الخطة . عاشرته الكبيرة أولا ، ثم الصغيرة بعدها وحملتا . ولدت الكبيرة موآب جد الموآبيين ، الذين صارت لهم دولة ، عاصمتها ماعين قرب مأدبا . وسمت الصغيرة ابنها بن عمي وهو جد بني عمون – سكان عمان - . والحكاية تقول أن لوطا لم يعرف بما حصل لا ساعة حصوله ولا بعدها ، مع أن المرء لا يفهم كيف لم يلاحظ انتفاخ بطني ابنتيه . ولأن احتمال أن لا يحدث الحمل من أول مواقعة ، يكون تكرار المواقعة احتمالا قائما . ومع أن هذه الحكاية تحتاج مناقشة طويلة ، نؤجلها إلى جلسة الحوار القادمة ، أود أن أسأل : ألم يوجب ما حدث ، معاشرة نبي لابنتيه ، وحملهما من هذه المعاشرة ، وهو أعظم وأفدح بكثير من مناسبات آيات التحريم للخمر في القرآن ، أن ينزل الله تشريع التحريم هذا آنذاك ؟ هل هنا خطيئة أعظم من معاشرة أب ، ونبي في ذات الوقت ، لابنتيه تحت تأثير السكر ؟ رد محدثي متحفزا : حاشا وكلا أن يكون ذلك قد حدث . ذلك افتراء على الأنبياء وأدعى أن يصدق المسلمون بتحريف ، بل بتزوير التوراة . حاشا لنبي أن يصاب بدنس ، ليس بهكذا خطيئة ، بل وبأقل منها . نحن يا سيدي نعتقد ، نحن مؤمنون ، بأن الله سبحانه نزه أنبياءه عما هو أقل كثيرا من مثل هذا الإثم والخطيئة . قلت : على رسلك يا صاحبي ، فأنا لا أريد الآن ، حتى لا ينحرف نقاشنا عن مساره ، الدخول معك في جدل ، وبالاستناد لنصوص القرآن ، حول صحة أو عدم صحة التوراة . فقط أقول أن هذه الحكاية وما شابهها من حكايات التوراة ، يؤمن بها بشر أكثر عددا بكثير من المسلمين ، على اختلاف طوائفهم وشيعهم . وإلى جميع المؤمنين بالرسالات السماوية أوجه السؤال : لماذا لم يفرض الله تحريم الخمر ، وظل الأنبياء والرسل كلهم ، وبلا أي استثناء ، كما ظل أغلبية الصحابة يعاقرونها ، حتى كان التحريم بعد كل هذا التأخير ؟ وأضفت أنت تعلم أن بعض الصحابة واصلوا تعاطيها بعد ذلك ، ومنهم عمر بن الخطاب . حاول محدثي أن يقاطع محتجا فقلت : اقرأ في أي كتاب يتناول سيرة ابن الخطاب وتوقف مفكرا في حادثة اغتياله ومحاولة علاجه ، ثم احتج كما تريد .
حد الخمر :
وتابعت القول : يمكنني ، وبالعودة للكتب المقدسة أن أزودك بالكثير من الأمثلة ، عن معاقرة الأنبياء والمرسلين للخمر . لكن سأكتفي بتذكيرك أن المسيحية خلدت تناول المسيح للخمر ، في لوحة العشاء الأخير ، من إبداع الفنان العظيم ليوناردو دافنشي ، والتي تحتل صدر كل كنيسة مسيحية في عالمنا . بعد هذا دعنا نتوقف عند العقوبة – الحد – المقررة على شارب الخمر . وتابعت القول : يخلو النص القرآني ، كما السنة ، من تحديد لهذه العقوبة . ولا أظنك إلا وتعرف أن الخليفة عمر بن الخطاب ، هو من شرعها وطبقها . وتعرف في كتب الفقه باسم التعزير . وهي عقوبة يترك للقاضي تحديدها ، وقد تكون حكما بالجلد ، أو بالحبس أو بغيرهما . وسألته : هل هذا صحيح ؟ فأجاب : نعم صحيح . قلت يعني أن نوع وحجم ومقدار هذه العقوبة ، مرهون بالقاضي ، بتقديره واجتهاده ...الخ . وقد يتنوع الحكم بتنوع القضاة والظروف التي وقعت فيها الحادثة . بمعنى ليس هناك نص واحد ، معيار واحد ، تلتزم به مؤسسة القضاء ، يخضع له ، ويطبق على الجميع سواء بسواء . قال : نعم هذا صحيح . قلت ولو أن هذا الوضع يمثل مشكلة ، مشكلة تعدد المعايير ، لكنها تهون عن مشكلة معايير الآخرة . رد متحفزا : هل عدنا إلى الاتهام والافتراء على الله ؟ قلت أبدا . ولكن دعني أسألك : هل سيحاسب الله الناس جميعا بمعيار واحد يوم الحساب ؟ قال نعم بالطبع . سيحاسب الجميع بذات القانون . قلت : ولكن الشارع يقول أن شارب الخمر سيأتي يوم القيامة وفي بطنه نار ، نار الخمر التي شربها ، فهل سيأتي الرسل والأنبياء ، والصحابة والشهداء الذين قضوا ، قبل تحريمها ، وفي بطونهم ذات النار ؟ قال : ما هذا السؤال ، بالطبع لا . قلت والشعوب التي لم تعلم ، ولم يصلها هذا التحريم ، أو تلك التي لم تحرمها لهم دياناتهم السماوية ، كيف سيأتون يوم القيامة ، وقد شرب الواحد منهم أطنانا من الخمور ، ومن أنواع لم تعرفها جزيرة العرب قبل التحريم وبعده ؟. ارتبك محدثي ولم يجب . قلت : سألخص لك نتيجة حوارنا : المسألة أن الناس ، وعيهم الجمعي ، حاجات مجتمعاتهم ، هدتهم إلى إقرار عادات ، أو أعراف ، تنظم علاقاتهم معا ، وهو ما حصل أيضا في الحجاز ، ووضعوا لها قواعد تضبط هذه العلاقات ، وسنوا عقوبات يوقعونها على الخارجين عليها . وجاء الدين ليقر ما كان الناس قد ارتضوه لأنفسهم ، على شكل تشريعات ، مقرونة بعقوبات للخارجين عليها ، أو ما تعرفه الشريعة بالحدود . والمهم أن هذه التشريعات غير ثابتة ، وعقوباتها غير ثابتة وتتغير مع تغير أحوال المجتمعات . أليس كذلك ؟ قال : أرفض تلخيصك هذا جملة وتفصيلا ، فالأمر كله مرجعه إلى الله . قلت : إذن دعنا نقف في حوارنا اليوم عند هذه النقطة ، ولنستأنفه في المرة القادمة ، مع واحد من الحدود الأخرى .







#عبد_المجيد_حمدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار أملاه الحاضر 4 العورات بين المجتمعي الإنساني والرباني
- حوار أملاه الحاضر 3
- حوار أملاه الحاضر 2
- حوار أملاه الحاضر
- عفوك يا سماحة المفتي 3
- خطوة للأمام ... عشر للوراء
- عفوك يا سماحة المفتي 2
- تسونامي إسلامي يضرب جامعة بيرزيت
- يافخامة الرئيس لم تقدم شعوبنا كل هذه التضحيات لتحصل على ديمو ...
- قراءة تأملية في ثورة الشباب المصري 17 اختطاف الثورة قبل الأخ ...
- عفوك يا سماحة المفتي هذه ليست مساواة
- تغيير يوجب تغييرات
- قراءة تأملية في ثورة الشباب المصري 16 تغيير ام إصلاح
- قراءة تأملية في ثورة الشباب المصري 15 المثقفون وأدوارهم 4 سو ...
- آفاق المرأة والحركة النسوية بعد ثورات الربيع العربي
- قراءة تأملية في ثورة الشباب المصري 14 المثقفون وادوارهم 3 مخ ...
- قرراءة تأملية في ثورة الشباب المصري 13المثقفون وأدوارهم 2
- قراءة تأملية في ثورة الشباب المصري 12
- قراءة تأملية في ثورة الشباب المصري 11مخاطر على الديموقراطية ...
- قراءة تأملية في ثورة الشباب المصري 10 مخاطر على الديموقراطية ...


المزيد.....




- القمة الإسلامية بغامبيا تختتم أعمالها بـ-إعلان بانجول- وبيان ...
- قادة الدول الإسلامية يدعون العالم إلى وقف الإبادة ضد الفلسطي ...
- مئات ملايين الدولارات.. واشنطن تزيد ميزانية حماية المعابد ال ...
- بعد مظاهرة داعمة لفلسطين.. يهود ألمانيا يحذرون من أوضاع مشاب ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف ميناء حيفا بصاروخ -الأرق ...
- يهود ألمانيا يحذرون من وضع مشابه للوضع بالجامعات الأمريكية
- المقاومة الإسلامية بالعراق تقصف ميناء حيفا الإسرائيلي بصاروخ ...
- المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها ...
- الطوائف المسيحية الشرقية تحتفل بأحد القيامة
- أقباط مصر يحتفلون بعيد القيامة.. إليكم نص تهنئة السيسي ونجيب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد حمدان - حوار أملاه الحاضر 5 الشريعة وتطبيق الحدود ....الخمر